نسب ال سعود

نسب ال سعود

ان نسب الاسر المالكة الكريمة آل سعود نوقش كثيراً وخاصة في ايامنا الاخيرة ، ولوحظ التركيز على نفي اية صلة للعائلة المالكة الكريمة بقبيلة عنزة الوائلية المعروفة ، رغم ان نسب الاسرة الى عنزة من الامور المشهورة والمتواترة سواء عند الناس او حتى لدى الاسرة المالكة نفسها ،

ولأن هناك تياراً قوياً يتزعمه باحث اسمه محمد عمر العقيل ( ابو عقيل الظاهري) والا ستاذ راشد بن عساكر ، وهناك غيرهم مثل الدكتور فهد السماري ، ويركز هذه التيار ويعمل بقوة أن يتم تغيير مناهج التعليم وخاصة التاريخية منها والتي تضع آل سعود – ومعهم الخليفة والصباح – انهم من قبيلة عنزة ، حيث يقول اصحاب هذا التيار ان آل سعود من بني حنيفة والصباح والخليفة من تغلب ولاصلة لهم بعنزة !! ..
الا ان الاخوان من اصحاب هذا التيار تجاوزوا مسألة الاسر الحاكمة لينفوا نسب قبيلة عنزة نفسها الى وائل على اعتبار ان عنزة هي من ربيعة وان وائل اشاعة عامية !!!
لهذا السبب ولغيره قررت ان اخوض في هذه المسألة موضحاً بجلاء النسب الوائلي لقبيلة عنزة ودلالاته التاريخية، وان هذا النسب حصري لقبيلة عنزة والأسر المتفرعة منها بما فيها الاسر الحاكمة الثلاثة ان كانت تتفرع بالفعل من عنزة المعروفة اليوم ..
ان الملاحظ ان اغلب من يتصدون للبحث عن انساب القبائل والاسر المعاصرة يربطون النسب بمرحلة تاريخية من تاريخ العرب ، فالقبائل العربية المعاصرة سواء تلك التي احتفظت بمسميات قديمة او التي تغيرت اسمائها كلها تحفظ انها من العرب ، وعليه فلاداعي للبحث من الاصل عن الجذور القديمة التي كانت في مرحلة تاريخية واحدة هي مرحلة صدر الاسلام .. اما وأنه قد قررنا البحث لربط قبائل اليوم بقبائل الامس فلنكن مانستنتجه مبني على الادلة والحجج والقرائن القوية ، لا على الاهواء ورمي الاحتمالات المرسلة.
ان كل قبائل هذا الزمن لديها نسب محفوظ متواتر يتم به تعريف القبيلة بين الناس ، اما النسب الاجتهادي فهو محاولة توصيل القبيلة المعاصرة الى قبيلة قديمة بناء على قرائن وادلة ، وقد لوحظ ان الانساب الاجتهادية قائمة في معظمها على الهوى والرغبة أكثر من انها بالفعل بنيت على ادلة وقرائن قوية ، فلكل قبيلة من قبائل زمننا انبرى باحثون – ينتمون الى نفس القبيلة بالغالب – بكتابة كتب تتحدث عن قبيلتهم وبطونها وتفرعاتها ، وهم صادقون الى ان ياتي الحديث عن الجذور القديمة لترى التخبط ومحاولة توصيل القبيلة بقبائل قديمة ذات نفوذ او شهرة قديماً ، ولو اكتفى برفع قبيلتهم الى العرب بعمومهم لكان اولى ...
نعود الى موضوع قبيلة عنزة الوائلية ونسب الاسرة المالكة الكريمة ادام الله ظلها ، فمن المعلوم في البحث العلمي ان الباحث يجب ان ينطلق من اليقيني الثابت الى الى الامور المظنونة ، كما على الباحث ان يرد الفرع للأصل وليس من المنطق عكس هذا ..
لتوضيح هذه الفكرة لنأخذ قبيلة بني خالد الشهيرة مثالاً ، فالجبور مثلاً فرع من هذه القبيلة العريقة بموجب ماتواتر عند الناس ولدى الجبور انفسهم وقبيلتهم بني خالد ، فنحن لدينا هنا حقيقة ثابته اذن وهي نسب الجبور من خالد فلا مجال لنفي هذا .
فاذا أردنا ان نعرف نسب الجبور فعلينا دراستهم اذن على انهم من بني خالد القبيلة المعروفة ، وبالتالي يتم البحث في ما بعد خالد – وليس جبر طبعاً- للوصول الى نسب فروع القبيلة بما فيهم الجبور ، فان صح ان خالد هو خالد بن الوليد – كما يقول البعض – فان جميع من يتفرع من بني خالد هم من خالد بن الوليد بما فيهم الجبور، اما ان صح ان بني خالد من بني عقيل بن عامر المضرية فجميع فروع بني خالد من عقيل بمن فيهم الجبور ايضاً ..
وكذلك آل سعود الكرام ، وبما انهم من المصاليخ من عنزة من بني وائل ، فلا معنى لفصلهم عند آخر جد محفوظ وهو مانع ، ومن ثم محاولة خلق الاختلاف الغير المبرر على مانع هذا ، فالمتواتر ان مانع من المردة ومنه المقرن وانهم من المصاليخ من قبيلة عنزة الوائلية ، ومن الثابت ان قبيلة عنزة كانت اقوى قبائل نجد منذ القرن العشر الهجري ومابعده ، فالبحث في انسابهم يتم في ما بعد اسم عنزة ووائل وليس من عند مانع ..فان صح لدينا ان مانع من المصاليخ والمصاليخ من عنزة وعنزة نفسها هي ذات عنزة الربعية القديمة وجدهم هو عم وائل كما هو موثق، وقد دخلوا في بكر واصبحوا جزء صغير منها الى ان شمل اسم عنزة قبائل بكر ككل منذ الجاهلية وحتى اليوم ، ورد في كتاب الاصفهاني المعروف بالاغاني مانصه :
" بطون بكر بن وائل على جذمين، جذمٍ يقال له الذهلان، وجذمٍ يقال له اللهازم. فالذهلان: بنو شيبان بن ثعلبة بن يشكر بن وائل، وبنو ضبيعة بن ربيعة . واللهازم: قيس بن ثعلبة، وتيم اللات بن ثعلبة، وعجل بن لجيم، وعنزة بن أسدٍ بن رببيعة " أ.هـ
فاذا كانت عنزة القديمة من بكر كما قيل بالماصادر القديمة ، ويجمعهم الجد أسد بن ربيعة فلا ريب ان الفرع شمل اسمه الكل من بكر ، ويدلنا على هذا هو ثبوت ان عنزة الحالية جاءت الى جزيرة العرب من عين التمر قرب الانبار كما ذكر عدد من المؤرخين نقلاً عن ابن سعيد الاندلسي ( ت 685هـ) ، وعين التمر هي موطن لقبائل بكر بن وائل قديماً ، كذلك هي مواطن لتغلب البطن الآخر من وائل ربيعة ، بل ان بني تغلب قد دخلو مع عنزة في قبيلة اللهازم البكرية جتى ان الاخطل كان يعيب على تغلب تبعيتهم للهازم..فنجده يهجوهم بقوله :



قبيلة كشراك النعـل دارجـةان يهبطو العفو لايوجد لهم أثر


الا ان الاخطل ورغم تحامله على اللهازم الا انه يسجل فخره فيهم امام جرير ويذكر فعلهم يوم ذي قار :



يدعو فوارس لاميلاً ولاعزلاًمن اللهازم شيبا غير أغمار


وعليه فمن الطبيعي ان تحتفظ قبيلة عنزة بالنسب الوائلي الذي تعرف وتشتهر به اليوم بين قبائل العرب كما هو معروف ، ويحفظه افرادها شفهياً ، ومن الطبيعي ان ينسى الناس من قبيلة عنزة –وهم اميون ككل العرب - اصل المسميات مثل اسم ( وائل ) و (عنزة ) رغم احتفاظهم بها كنسب يعرفون به بين الناس حتى يومنا هذا .. فهذه ادلة ونصوص قديمة توضح العلاقة والتداخل بين بطون ربيعة القديمة والذي افضى الى تكون قبيلة عنزة الوائلية الحالية .
ونحن لاحظنا ان –رغم مايكتب عن نسب الاسرة الملكة الكريمة – انهم هم انفسهم يقولون انهم من عنزة من وائل ، ولم نسمع يوماً ان احد قدمائهم او حتى معاصريهم نقل خلاف هذا ، وبالتالي فهم وائليين لشمول وائل قبائل عنزة جرياً على ماتواتر عند الناس في هذا الزمن في أن بني وائل هم قبيلة عنزة الحالية ، والعودة الى ايام وبطون ربيعة القديمة قد يظهر بعض الاختلاف بين عمود النسب بين وائل وعنزة ولكنهم قبيلة واحدة تنتسب لرجل واحد ، ثم ان العودة الى الفرق بين عنزة ووائل لن تظهر أي ذكر – للمردة – او آل سعود في أي موقع في ربيعة، .. ونسب الاسرة المالكة الى عنزة متواتر بين الناس كتواتر نسب الجبور الى بني خالد او نسب الرولة الى عنزة ايضاً دون الحاجة الى سلاسل ترفع النسب بالآباء لتعذر ذلك ، وانما نسبو الى وائل من هذا الباب ، كقولنا عن آل هذال ونسبهم في وائل ، او آل شعلان او أي من اسر عنزة المشتهرة بالعزوة الوائلية..
اما النسب الحنفي للاسرة المالكة ، فله مبررات وتفاصيل وتعددت الآراء حوله ، الا انه يظل نسب اجتهادي لأرتباط اليمامة ووادي حنيفة – حيث وجد ملك آل سعود- بملك سابق لبني حنيفة القبيلة القديمة التي درجت اليوم كاسم محفوظ .

ظهور النسب الحنفي للاسرة المالكة
قلنا سابقاً ان النسب المتواتر المحفوظ هو النسب الصحيح وينبغي للبحث أن يؤيده ، والاسرة المالكة الكريمة تحفظ انها من عنزة الوائلية كما نعرف .
الا اننا لانتكلم عن عن مجرد بطن من عنزة او عائلة منها ، بل نتحدث عن آل سعود ، وليس مجرد عائلة او بطن آخر من عنزة .. نحن نتكلم عن حكام جزيرة العرب منذ سنة 1158هـ وحتى اليوم ، الذين يعتبرون ورثة راية الخلافة الاسلامية في زمننا هذا دون مبالغة او نفاق ممجوج ، وبالتالي فان نسبهم ستكثر الأقوال فيه اما اساءة لهم ( من قبل المعارضين ) او محاولة التمجيد المبالغ فيه من قبل من يريد ان يتقرب اليهم بالنسب او نحوه ، فيوهم نفسه انه قريب للاسر الحاكمة ، او من يحاول ابعادهم عن قبيلة عنزة لغرض ما .
فمثلاً آل فضل من طيء الذين كانو يحكمون العرب في القرن الثامن الهجري كان يتم الترويج ان نسبهم ليس من أل فضل طيء ، بل من البرامكة الذين كانو من اشراف العجم ايام دولة بني العباس ، ويبدو ان هذا النسب المزعوم لآل فضل من وحي الحاسدين لهذه القبيلة اعني قبيلة الفضول .. وقد يكون بالفعل هناك من تفوه فيه من آل فضل رغبة في التميز
ومثال آخر على هذه المزاعم عن اشراف الناس وعظمائهم ، هي الدعوة بأن الحجاج بن يوسف القائد الشهير من ثمود القبيلة القديمة !! وتطور الامر الى قبيلته ثقيف ذاتها ووصل الامر الى ان يناقش كرأي في الكتب رغم صراحة ثقيف في هوازن واختفاء ثمود الذين لانعرف عنه الا ماورد في القرآن الكريم !!
ولذلك عند صعود نجم الاسرة السعودية الكريمة سنة 1158هـ وارتباطهم بنشر مباديْ الدعوة السلفية المباركة التي قاد منارتها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، كان من الطبيعي ان يتعرض آل سعود – اشراف العرب – لما تعرض له السابقون ، فسرعان ماتوسع الائمة المجاهدون من آل سعود في نشر مباديء الاسلام الصحيح حتى ظهرت بعض القوى المعارضة وخاصة من الاتراك الذين روجوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وان اسمها ( الوهابية ) لتنفير الناس عنها ، ولم تقتصر المعارضة عل الاتراك بل كانت هناك قوى في نجد نفسها معارضة للدولة السعودية ( أي الاسرة المالكة ذاتها ) ومن هولاء قاضي الخرج في تلك الحقبة وهو راشد بن خنين وهو من روج في تلك الفترة نسب آل سعود الى بني حنيفة في محاولة لربطهم بمسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة في ذات المنطقة التي بدا منها آل سعود الكرام دولتهم ..
الا ان الله سبحانه وتعالى قيض النصر للائمة الابطال فهرب ابن خنين الى الاحساء او قطر وانقطعت اخباره .. والذي يظهرلي ان راشد بن خنين كان يراسل ذوي النفوذ من امراء العربان لحثهم على التمرد ، فنجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يوجه برسالة الى الشيخ فاضل آل ملحم ( وهو اقرب شيوخ عنزة الى آل سعود في النسب) ويقول فيها :
" وذكر عنك انك طالب مني المكاتبة بسبب مايجيئك من كلام العدوان من الكذب والبهتان " أ.هـ ( روضة الافكار والافهام لابن غنام )
وهذا يدلنا على اهمية رأي ودعم الشيخ فاضل آل ملحم للدعوة رغم بعده عن مواطن نجد والحجاز ، ورغم وجود عدد آخر من شيوخ عنزة كانوا من اشد المناصرين للائمة مثل آل شعلان وآل هذال ، الا اننا نلاحظ ان الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يقصد من شيوخ العربان الا فاضل الملحم لقربه من الاسرة المالكة في النسب .
ومن جانب آخر هناك من انصف هذه الدولة الفتية في تلك الحقبة ، ومنهم الشيخ محمد بن اسماعيل الصنعاني العالم الشهير في الفقه وصاحب كتاب ( سبل السلام) وكان رحمه الله من اهل اليمن وقد مدح هذا العالم آل سعود في قصيدة طويلة منها :



سلامي على نجد ومن حل في نجدوان كان تسليمي من بعد لايجدي


الى أن قال :



واضعافهـا للمقرنيـن كلـهـمهداة الورى من محتدى فرع وائل


ونسب آل سعود كان متعارفاً عليه في تلك الفترة انهم من المصاليخ من عنزة الوائلية ، وقد زار بوركهارد المستشرق السويسري جزيرة العرب مرافقاً لحملات محمد علي باشا ضد ائمة الدولة السعودية ، الا انه – وبحق – ان هذا المستشرق حرص على الدقة وعلى الانصاف ، فلقد كانت الحقيقة ذات اهمية عند هذا الرحالة حيث قال :
" لقد شاعت معلومات خاطئة ومتناقضة بشأن الوهابيين خلال التقارير المنشورة قبل ذلك وقمت بجمع حكايات من خلال الوهابيين الذين اخضعتهم للملاحظة ... " ا.هـ
" اما عائلة سعود فهم من قبيلة المصاليخ احد فروع ولد علي التي تنتمي الى عنزة ويطلق عليهم المقرن " أ.هـ ( ملاحظات على البدو الوهابيين )
ثم قال بوركهارد في عز تفشي الامية بين قبائل العرب :
" الجد الاعلى لقبائل عنزة هو وائل .. يعرف بني وائل انهم عاصرو النبي محمد وكانو على عداوة معه " أ.هـ
قلت : ان ماقاله بوركهارد – وبصرف النظر عن اخطائه البسيطة _ الا انه كان دقيقاً فيما يتعلق بالمقرن سلف الاسرة المالكة الكريمة وقبيلة عنزة ، بل ان بوركهارد كان ادق من كثير من الباحثين العرب ، واستغرب من الذين ينفون قول بوركهادر هذا بحجة انه اجنبي ، فهو لم يضرب كفاً بكف ويعرف المصاليخ وآل سعود والمقرن وهو الرجل الاوربي ، بل ان الرجل طاف بلاد العرب وواجه العربان ولا ريب انهم من قال له كل المعلومات عن القبائل وعن الاسرة الحاكمة ، مما يدل ان انتماء آل سعود الى قبيلة عنزة هو الشائع ابان تجول هذا السائح جزيرة العرب ، وخاصة انه تكلم عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأكد نسبه الى قبيلة تميم بل وتكلم عن قبيلة تميم ذاتها بمعلومات قد لايعرفها عربي معاصر ... والغريب تجد من يقبل ماساقه بوركهارد حول محمد بن عبد الوهاب ، بينما لايقبل كلامه حول آل سعود ونسبهم الى المصاليخ من عنزة !!
بالطبع يمكن ان نقول ان هناك اموراً قد تخفى على باحث في المشرق مثل بوركهادر ، الا ان امور نسب الاسر الحاكمة او الاسر المشتهرة بشرف ملك او دين او نحوه .. لايخفى عادة على الناس ، فالجميع كان يعرف ان الاشراف من قريش ، وآل عريعر من بني خالد ، وعلى ذات المنوال آل سعود من عنزة الوائلية وليست المسألة صعبة لان النسب تتعارف عامة الناس به ، فمابالنا بنسب الحكام الذي يعرفه الجميع ولايحتاج الى معادلات رياضية لايجاده ، اما الاسماء المنقطعة فلا يتعارف بها احد مثل ( عبد القيس .. ربيعة ...غطفان .. حنيفة .. قضاعة ) ...
فنفهم اذن ان مسألة حنفية آل سعود ظهرت ضمن برامج الدعاية العدائية للاسرة المالكة بداية نشوء ملكها ادامها الله ، وقد نقلها ابن سلوم ثم ابن بشر المؤرخان دون ان يعلقوا عليها غير انهم رووها على سبيل التمريض ونقلوها من ابن خنين..

ظهور أول تدوين لنسب آل سعود
كما قلنا فان للأسرة السعودية النسب المعروف الى عنزة الوائلية الحالية ، يضاف اليها الدعاية الحنفية التي كانت موجهة ضد الدولة السعودية ، وحنيفة كما هو معروف بطن دارج من ربيعة قديماً .
من المعروف أن حملة الدولة العثمانية الغاشمة على جزيرة العرب ادت الى سقوط مؤقت للبيت السعودي الكريم ، كما ادت الى انهيار الاوضاع في نجد وعودة الصراعات التقليدية على النفوذ ، وقد تتابعت الاحداث في نجد حتى استطاع الامام تركي بن عبد الله اعادة الحكم لاسرته ، ثم تم اغتياله واستلم الحكم عبد الله بن ثنيان سنة 1257هـ ، وابنه عبد الله الذي سافر الى اسطنبول وانخرط في الجيش التركي كضابط ، وعبد الله الاخير هذا التقى بأحد علماء نجد وهو الفقير الى الله راشد بن جريس الحنبلي رحمه الله ، وقد اوعز عبد الله الثنيان الى راشد ان يقوم بتأليف سلسلة نسب للاسرة السعودية المالكة بحيث يبتديء باسمه شخصياً وذلك في عام 1289هـ .
وبالفعل قام راشد بن جريس بعمل تلك السلسلة كما طلب منه عبد الله الثنيان ، وانتهت السلسلة الى بكر بن وائل دون المرور على حنيفة او عنزة ، ووضعت بمخطوط حمل عنوان ( مثير الوجد في انساب ملوك نجد)، وبصرف النظر عن اخطاء واضطراب سلسلة ابن جريس هذه الا اننا نستنتج منها مايلي :
اولاً – أن آل سعود الكرام لايحفظون النسب الحنفي بالوراثة ، والا كيف نفسر عدم معرفة امير مثل عبد الله الثنيان رحمه مسألة نسب آل سعود الى بني حنيفة ، لو كان بالفعل هذا النسب موروثاً، فالنسب الموروث لايحتاج الى أي عالم نسب ، بل حتى الطفل يعرف مباشرة اقرب عمود نسب محفوظ بحسب بيئته ، ومن الواضح ان الاسرة المالكة الكريمة لاتحفظ بعد مانع المريدي أي اسم وليست الاسرة المالكة بأحسن من اسر عنزة الوائلية الاخرى التي لاتحفظ سوى انها من عنزة ووائل كنسب اعلى وعزوة تشتهر بها القبيلة ككل .

ثانياً - اعتماد بعض من تصدى للكتابة عن تاريخ الدولة السعودية على سلسلة راشد بن جريس المشار اليها ، ومنهم الاستاذ خير الدين الزركلي رحمه الله في موسوعته ( الاعلام ) ، وامين الريحاني في كتاب ( تاريخ نجد ) ، وامين الريحاني عندما لاحظ ان الملك عبد العزيز رحمه الله يشير الى قبيلة عنزة وانهم ابناء عمه كان يقول ان الجد الجامع للاسرة المالكة مع عنزة هو وائل ، حيث ان المك عبد العزيز هو من اعطى امين الريحاني نسخة من كتاب ابن جريس ، فنجد امين الريحاني يقول نقلا عن جلالة الملك عبد العزيز :
" العمارات والرولة هم فخذان من عنزة ، وكانوا يسكنون نجد خاصة القيم ، ومشائخهم بنو الهذال والشعلان هم ابناء عم آل سعود ومن رعاياهم " أ.هـ ( ملوك العرب – عبد آل سعود – امين الريحاني ج2 ص 540)
ثم يجتهد الريحاني من عنده لتفسير قول الملك عبد العزيز عن قبيلة عنزة ، منطلقاً من سلسلة راشد بن جريس كنسب للملك عبد العزيز معتبراً اياها صحيحة ، ويصل قبيلة عنزة بوائل :
" ابناء عمنا .. هذه الكلمة غالباً ماتسبق كل حجة في كلامه ( أي كلام الملك عبد العزيز ) .. وعنزة هو اخو وائل ولذك فقبيلة عنزة كلها ابناء عم الملك عبد العزيز " أ.هـ ( نقل بتصرف بسيط غير مخل من نفس المصدر )
اما الزركلي فقد وضع مانع المريدي في كتابه الاعلام وترجم له بالنقل من كتاب ابن جريس..

ثالثاً – ان كتاب مثير الوجد هو اول كتاب ومصدر وتدوين يتخصص عن نسب آل سعود الكرام .
والقاريء لكتاب وسلسلة راشد بن جريس يلحظ فيها التزوير والخلط والسلسلة المضطربة لاسيما بعد مانع ، وكأنها ردة فعل باتجاه معاكس على دعوى انتساب الاسرة المالكة لبني حنيفة التي سبق ان اشرنا انها اتخذت للتشنيع على البيت السعودي والدعوة الاصلاحية المرتبطة به .. كما يلاحظ ربطه الغريب بين متشابهات الاسماء مثل ( أسد ) الجد الجامع لعنزة ووائل قال عنه ابن جريس ان من ذريته بنو اسد المعروفين وهو ليس صحيحا فلاوجود لبني اسد في ربيعة على الاطلاق ، واسد مجرد اسم لجد من ربيعة وفيه الكثرة والشرف ولم يكن باي حال عمود نسب ، فلايقال اسدي في ربيعة على الاطلاق ..
وقد حفظ كتاب مثير الوجد في انساب ملوك نجد في الخزانة التيمورية ( بدار الكتب المصرية ) ، ثم تمت طباعته سنة 1379هـ بالمطبعة السلفية في القاهرة ، ولم تحقق تلك الطبعة بل انها طبعت كما جاءت في اصل المخطوط وفي 48 صفحة تقريباً .
وعندما تم انشاء دارة الملك عبدالعزيز رحمه الله ، كان من ضمن اهدافها جمع كل ماتم تاليفه عن الدولة السعودية داخل و خارج المملكة العربية السعودية ، وكان من الطبيعي ان تجد مخطوطة ابن جريس طريقها للدارة ويكلف الدكتور عبد الواحد راغب بتحقيقها وطبعت سنة 1399هـ ، وانتهى الى نسب آل سعود هو عنزة الوائلية دون تخرصات لايعتمد عليها حيث قال في مقدمة تحقيقه :
" ولعل اصوب الآراء هو نسبة مانع المريدي الى قبيلة عنزة ، وذلك كايراد نسب رسول الله متسلسلاً الى عبد الله بن عبد المطلب ثم الى مضر ثم عدنان .. " أ.هـ
وعلى هذا تم اعتماد نسب آل سعود الكرام الى عنزة الوائلية الحالية التي تعود بجذورها الى اللهازم من بكر بن وائل، وهو ماتم اعتماده عند المحققين لاسيما وان اجماع الاسرة واستفاضة القول بينهم بأنهم من قبيلة عنزة الوائلية، وهو ماتم تدريسه بمناهج التعليم الرسمية السعودية ( كتاب التاريخ للصف الثالث المتوسط )..
واعتقد ان ماقاله الدكتور عبد الواحد راغب هو الصواب الذي يجاهد البعض اليوم لالغائه حقدا على هذه القبيلة ، ومحاولة يائسة لاعادة بطون مفقودة الاسم لتوزيعها على بعض المهزمين تاريخيا وثقافيا ، فرفع الانسب بالآباء مستحيل ، ليس فقط في زمننا ، بل حتى الازمنة القديمة ، وان العرب يحفظون النسب بالعموم لقبائل موجودة في زمنهم وليست لقبائل دارجة ، وبما ان الاسرة المالكة تحفظ انها من عنزة ، ويعرفهم العرب بهذا النسب فهم من عنزة تبعاً لذلك ، ولو ندقق جيداً في كل قبائل العرب الحالية سنجد ان اغلب الانساب تعرف اساسا بهذا الاسلوب – أي الشهرة والاستفاضة - وليست المصادر والكتب سواء المخطوطة الا مسجلة لما اشتهر واستفاض في الوقت الذي كتبت فيه .
اما النسب الحنفي للاسرة المالكة فسبق وان قلنا انه اتخذ للتشنيع على الدعوة في بدايات الدولة السعودية ، ولهذا تم استبعاده من قبل الدارة ومن قبل الاسرة المالكة وسنناقشه عند الحديث عن آراء بعض الباحثين كما يلي .


آراء الباحثين في مسألة نسب الاسرة المالكة

احب في البداية ان اشير الى ان كل من المؤرخين ( ابن بشر ) و ( ابن سلوم ) لم يقل أي منهم قولاً قاطعاً عن نسب الاسرة المالكة سوى ان ابن بشر في كتابه المشهور ( عنوان المجد في تاريخ اهل نجد ) كتب نبذة مغلوطة عن قبائل ربيعة ثم تبعها بحديثه عن المردة الى ان قال :
" وقد رأيت نقلاً من كلام ابن سلوم : أن قبيلة المردة من بني حنيفة من قبائل بكر بن وائل وذكر انه نقله من كلام راشد بن خنين قاضي الخرج والله اعلم " أ.هـ ( عنوان المجد في تاريخ نجد ج2 ص10)
فيتضح من نص ابن بشر وعبارته المقضبة ان مسألة حنفية آل سعود تعود الى قول واحد وليست متواترة او انها اقوال مشهورة لعدة علماء وبعدة طرق كما يزعم البعض . وانها تعود الى راشد بن خنين ذاته الذي اتخذ الحنفية باباً من ابواب التشنيع على الدعوة الاصلاحية. وليس لراشد بن خنين أي كتاب او مخطوط متداول ، الا انه من الواضح انه – ومعه ابن سلوم – قد نقلوا من مخطوطة اخرى هي لجبر بن سيار الخالدي احد امراء بني خالد وشعرائهم.
بيد أن ابن بشر – وغيره – كانوا يستخدمون لفظة الوائلي لتعريف اعلام من عنزة في نجد من غير آل سعود مثل احد سوابق ابن بشر عن سنة 1040هـ عرف امير الحريق بقول (الهزاني الجلاسي الوائلي) ومن المعلوم ان الجلاس من اكبر بطون عنزة الوائلية الحالية ولس ثمة خلاف على ذلك ، وكذلك فان لابن بشر حديثا عن نسب البدور من عنزة واشارة الى اتصالهم - في النسب - مع العائلة المالكة . ومن المعلوم والثابت ان البدور – والنسبة لهم بدري - من الاشاجعة من الجلاس من عنزة من وائل ولاخلاف علي ذلك .

منير العجلاني
ومن المعاصرين الذين ادلوا بدلوهم في مسألة عنزة وانتساب آل سعود اليها الدكتور منير العجلاني ، وهو سوري وله كتاب اسمه ( تاريخ البلاد العربية السعودية ) ، وهو يرى ان قبيلة عنزة هي تجمع لقبائل ربيعة القديمة ككل ولم تقتصر فقط على قبيلة عنزة القديمة ، وقد نقل عن الامير عبد الله بن عبد الرحمن قوله ان آل سعود من بني حنيفة وشملهم الاسم عنزة الذي شمل ربيعة ككل ، وجيد أن اقر الدكتور منير بأن أفراد العائلة المالكة يقولون انهم من عنزة اذا ماوجه اليهم أي سؤال بخصوص نسبهم :
" كثيراً من امراء آل سعود اذا سألتهم عن نسبهم القبلي اجابوك انهم عنزة ، وربما ذكروا لك كلمة حفظوها عن الملك عبد العزيز تؤكد هذه النسبة " أ.هـ ( تاريخ البلاد العربية السعودية )
واقول معلقاً على كلام الدكتور العجلاني ، ان النسب هو احساس متوارث ، فأفراد اسرة ما يعرفون على العموم جذورهم ونسبهم دون ان يتذكروا اية كلمة او حديث من الآباء ، ولاداعي لهذه الاساءة لامراء آل سعود وحاولة التلميح بانهم لايعرفون نسبهم الحقيقي الا من كلمة قالها جلالة الملك عبد العزيز ، وان النسب الذي اشتهرت به الاسرة المالكة الى عنزة كان سابقاً لعهد الملك عبد العزيز رحمه الله ، فقد اورده بوركهارد نقلاً عن عرب الحجاز ، واوردتته التقارير الفرنسية نقلاً عن عرب العراق ، واوردته نبذة في تاريخ نجد للامير ضاري الرشيد وهو يتحدث عن مساعدة ابن رشيد للامام فيصل بن تركي ، وكل هولاء سابقين ليس فقط لعصر الملك عبد العزيز بل قبل ولادته رحمه الله بزمن طويل .
ومن طرائف الدكتور منير العجلاني قوله :
" النسبة العنزية اشبه بالجنسية القومية او السياسية منها برابط النسب والدم " أهـ
ونسي اخونا الدكتور رحمه الله ان النسب الحنفي - ان صح - يلتقي مع عنزة في اسد بن ربيعة وهي اشهر قبائل العرب فكيف لاتكون هناك رابطة دم عند العنزيين الوائليين تجمعهم اليوم ؟!!
اما نقل العجلاني عن الامير عبد الله بن عبد الرحمن وقوله أن آل سعود من بني حنيفة، فلا نعتقد بصحته للأسباب التالية:
اولاً - أن الامير عبد الله بن عبد الرحمن شارك مع المؤلف فؤاد حمزة ( وهو من مصر وكان من مستشاري جلالة الملك عبد العزيز ) شارك معه في قسم القبائل في كتابه الذي حمل عنوان ( قلب جزيرة العرب ) حيث كتب فؤاد حمزة في المقدمة مانصه :
" واحب ان اسجل هنا ثنائي العاطر على جميع الاصدقاء والاخوان ، الذين تفضلوا بادلاء ملاحظاتهم القيمة ، وارشاداتهم الثمينة في مواضع عديدة من الكتاب ، وأخص بالشكر صاحب الجلالة الملك عبد العزيز ألذي شجعني على المضي فيه ، ثم سمو الامير عبد الله بن عبد الرحمن ألذي تفضل بمراجعة قسم القبائل " انتهى ماذكره فؤاد حمزة ..( مقدمة كتاب قلب جزيرة العرب)
قلت : فاذا كان الامير عبد الله بن عبد الرحمن قد شارك فؤاد حمزة في تأليف كتابه ، بل وراجع قسم القبائل في الكتاب ، وورد في الكتاب الاشارة الى ان آل سعود من عنزة ، فمن اين جاء العجلاني بقوله ان الامير عبد الله بن عبد الرحمن يقول أن آل سعود من حنيفة الداخلين في عنزة بالجنسية السياسية !! انها اساءة للاسرة المالكة ولقبيلة عنزة الوائلية ..
ثانياً - ليس اختلاق هذا القول من قبل العجلاني على الامير عبد الله بن عبد الرحمن هو الوحيد من شطحاته غفر الله له ، بل ان له الكثير من الشطحات في تاريخ آل سعود الى الحد الذي جعل الدكتور محمد جلال كشك صاحب كتاب ( السعوديين والحل الاسلامي ) يشن على العجلاني حملة شعواء في كتابه المذكور بل واتهمه بالاختلاق ، وخاصة ماورد في كتاب العجلاني أن للشيخ سليمان بن عبد الوهاب ( شقيق الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) كتاباً بعنوان ( حجة فصل الخطاب من كتاب رب الارباب وحديث رسول الملك الوهاب وكلام اولي الالباب ) وقد علق كشك قائلاً :
" هذا كتاب غير مشهور لم نسمع به من غير الدكتور العجلاني !! " أ.هـ (السعوديين والحل الاسلامي ص 220)
ولهذين السببين لانعتقد بصحة مانقل العجلاني عن الامير عبد الله بن عبد الرحمن رحمه الله ، وان العجلاني متحامل على القبيلة عنزة وهو يصفها بتحالفات بين قبائل مختلفة رغم صراحة نسبها في ربيعة!! وصراحة القرابة بين اسمي وائل وعنزة !!
وعلى كل حال فان منير العجلاني لايرى في النسب الى بني حنيفة تناقضاً في النسب الى قبيلة عنزة الحالية على اعتبار انها تضم قبائل ربيعة القديمة .
آراء الشيخ حمد الجاسر رحمه الله
تحدث الشيخ حمد الجاسر رحمه الله عن اسرة آل سعود في كتابه ( الجمهرة ) وفي اكثر من موضع ، وقد اتى بكلام يؤكد بعمومه على ان نسب اسرة آل سعود هو الى المردة من المصاليخ من قبيلة عنزة الوائلية ، وفسر مسألة الحنفية التي اوردها – راشد بن خنين – مثل تفسير الدكتور العجلاني ( أي ان آل سعود من حنيفة ثم دخلوا المصاليخ من عنزة التي تضم كل ربيعة ) ، فنجد الشيخ الجاسر يقول عن آل مقرن :
" وائل جذم معروف في ربيعة وتنتمي اليه فروع معروفة في قبيلة عنزة أشهرها الاسرة السعودية المالكة – فهي باجماع مؤرخي نجد – من المردة ، والمردة من المصاليخ ، والمصاليخ من بني وهب ، من ضنا مسلم من عنزة " أ.هـ ( جمهرة انساب الاسر المتحضرة ج2 ص 860)
ثم ينقل الشيخ حمد الجاسر عن ابن لعبون الوائلي تفاصيل اكثر عن جذم بني وهب ومنبه الذي منه صاعد ( جد المصاليخ ) وحسين جد الحسنة ، وبعد نقله للنص يقول الجاسر :
" ولكن اسم عنزة لايرد في سلسلة النسب السعودي الكريم ، من وائل الى نزار .. حيث ان وائل هو وائل بن قاسط وعنزة هو عنزة بن اسد فكيف صار الانتساب الى عنزة ؟ وهذا مما سئلته كثيرا ووجدته بني قبائل العرب قديماً وحديثاً .
وايضاحه ان من عادة العرب اذا اشتهر فرع من فروع القبيلة التي يجمعها اصل واحد ، فان بقية الفروع تنتسب الى ذلك الفرع ، ومثل هذا في القبائل المعاصرة مثل – شمر – فقد كان هذا الاسم يطلق على فرع من قبيلة طيء ذات الفروع الكثيرة الشهيرة .. الخ " أ.هـ
قلت : الشيخ حمد الجاسر رحمه الله لاينفي ان يكون آل سعود من المصاليخ من عنزة ، رغم انه مرجع مهم للكثيرين ، غير انه ينطلق من كون سلسلة راشد بن جريس الحنبلي التي اشرنا عنها على انها صحيحة ، وهذا مانفهمه من قول الجاسر (ولكن اسم عنزة لايرد في سلسلة النسب السعودي الكريم ) فهو يعني سلسلة ابن جريس التي ثبت انها سلسلة وهمية خاصة بعد اسم مانع المريدي وصولاً الى شيبان وبكر بن وائل ، بل ان السلسلة غير منطقية البتة ، فلو حسبنا المدة الزمنية التقريبية بين مانع ووائل نجدها لاتزيد عن ستة قرون ، في حين ان وائل هو جد جاهلي بعيد جداً. وكان الاصح أن يقول الشيخ حمد الجاسر ( أن وائل ليس في سلسلة عنزة ) ، لأن ليس لآلسعود سلسلة مضبوطة تامة لوائل او حتى عنزة .
اما تفسير الشيخ حمد الجاسر للتداخل بين الجذمين من ربيعة عنزة ووائل فهو تفسير مقبول جداً ، الا ان الشيخ الجاسر يورد ان بني حنيفة تحضرت وضعفت ثم انتسبت الى قبيلة عنزة البدوية القوية !!
وهذا التفسير الاخير هو قريب من شطحة ( الجنسية السياسية العنزية) عند الدكتور العجلاني ، الا انه اكثر قبولاً ، فنجد الجاسر يقول في صفحة 863 الجزء الثاني :
" وتحضر القبيلة يفقدها اهم وسائل القوة التي كانت تتخذ مننها القبائل البدوية أبرز مميزات البدواة ، وهي الانتماء للعنصر الاصل ، الذي تحافظ به على بقائها ، وحدة متماسكة ، وكانت قبيلة عنزة هي القبيلة التي بقيت داخل الجزيرة متمسكة ببداوتها ، ولهذا كان لابد من الفروع الاخرى التي تمت لها بصلة من وائل من الانتساب اليها ، حتى وان كانت من فروع اشهر منها كبني حنيفة التي استطاعت ان تحمي نفسها وهي تعيش بين قبائل اكثر عدداً منها مثل تميم وقيس عيلان " أ.هـ
ثم يورد الجاسر قصيدة موسى بن جابر الشاعر الحنفي المخضرم ومن ابياتها :



وجدنا ابانا كل ماحل بقريـةسوى بين قيس عيلان والفزر


قلت : ان ماتحدث به الجاسر هنا يستوجب التعليق ، فقبيلة بني حنيفة قبيلة دارجة في زمننا هذا ، ولم تستمر بالتواجد في وادي بني حنيفة بالتعاقب ، قال ابن سعيد الاندلسي ( ت 685هـ) :
" سألت عرب البحرين في سنة : لمن اليمامة اليوم ؟ قالو لعرب من قيس عيلان وليس لبني حنيفة بها ذكر " أ.هـ ( نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب )
فبني حنيفة مرحلة من مراحل اليمامة وليست كل مراحلها ، فقد اجلى خالد بن الوليد بني حنيفة عن كثير من ديارهم في اليمامة نتيجة الردة ومافعله مسيلمة الكذاب ، ثم دخل بني حنيفة في حروب مع قبائل قيس عيلان الذي استطاعوا تكوين امارة في اليمامة لبني الاخيضر ثم القرامطة ثم العيونيين الذي عاصرهم ابن سعيد الاندلسي ألذي اكد ان السيادة في اليمامة على وقته هي لعرب قيس وليس لبني حنيفة أي ذكر .
اما ابيات موسى بن جابر الحنفي ، فأستغرب عدم ذكر الجاسر لمناسبتها ، فلا اعتقد انها خافية عليه ان بني حنيفة بعد ضعفهم دخلو قبيلتهم اللهازم من بكر بن وائل وليس عنزة ، كما لم يكن الحنفيون بضعة اسرمتحضرة بل قبيلة بدوية كبيرة العدد، واللهازم كانت تضم قبائل عنزة وتيم اللات وهذا ماورد في كتاب الاغاني عن مناسبة قصيدة موسى المشار اليها :
" بطون بكر بن وائل على جذمين، جذمٍ يقال له الذهلان، وجذمٍ يقال له اللهازم. فالذهلان : بنو شيبان بن ثعلبة بن يشكر بن وائل، وبنو ضبيعة بن ربيعة . واللهازم: قيس بن ثعلبة، وتيم اللات بن ثعلبة، وعجل بن لجيم، وعنزة بن أسدٍ بن رببيعة. قال الفرزدق: وأرضى بحكم الحي بكر بن وائلٍ إذا كان في الذهلين أو في اللهازم
قال: وقد دخل بنو قيس بن عكابة مع إخوتهم بني قيس بن ثعلبة بن عكابة. وأما حنيفة فلم تدخل في شيء من هذا لانقطاعهم عن قومهم باليمامة في وسط دار مضر، وكانوا لا ينصرون بكراً ولا يستنصرونهم. فلما جاء الإسلام ونزل الناس مع بني حنيفة ومع بني عجل بن لجيم فتلهزموا ودخل معهم حلفاؤهم بنو مازن بن جدي بن مالك بن صعب بن عليٍ، فصاروا جميعاً في اللهازم. وقال موسى بن جابر الحنفي السحيمي بعد ذلك في الإسلام:
وجدنا أبانـا كـان حـل بـبـلـدةٍ=سوًى بين قيسٍ قيس عيلان والفزر



فلما نأت عنـا العشيـرة كلهـاأقمنا وحالفنا السيوف على الدهر
فما أسلمتنا بعد في يـوم وقعـةٍولا نحن أغمدنا السيوف على وتر


" أ.هـ ( كتاب الاغاني لابي فرج الاصفهاني )
فمن الواضح ان بني حنيفة دخلوا في قبيلتهم الام بكر بن وائل بعد ان كانوا منفصلين عنها ، وليس كما قال الجاسر ان بني حنيفة دخلو في عنزة التي كانت هي الاخرى داخلة في اللهازم من بكر ، وان مناسبة قصيدة موسى هي ان قبيلته اضطرت للحاق بقومها بعد الضعف ، وان الضعف الحنفي جاء بعد سلسلة الحروب ضد بني حنيفة مع المسلمين وليس بسبب التحضر كما قال الجاسر ، وبالتحديد فقد دخل الحنفيون في قبيلة عجل اللهزمية ( وعجل هو شقيق حنيفة ) ، وقد تبع الحنفيون اشقتئهم بني عجل الى درجة أن الفرزدق - الشاعر - كان يعير بني حنيفة بقوله :



عجبيت لعجل اذ تهاجي عبيدهاكما آل يربوع هجـوا آل دارم


وبالتالي فأن اجتهاد الشيخ الجاسر في تفسير الرابط بين وائل وعنزة على غير صلة القرابة التي هي قائمة بالفعل ، هو اجتهاد مبني على الظن وان كان صحيحا في اغلبه ، وفي نظرنا انه لا اجتهاد مع النص فقبيلة عنزة كانت – ومعها حنيفة – بطنين في اللهازم من بكر بن وائل ، وواضح ان اسم عنزة عمم عليهم مع مرور السنين حتى اصبحو قبيلة عنزة الوائلية الحالية ، حيث لازالت قبيلة عنزة الحالية تحفظ العزوة الوائلية ، فبطون اللهازم هم : عجل وفيهم حنيفة ، وعنزة ، وتيم ، وقيس بن ثعلبة وهم نصف بكر بن وائل مع النصف الآخر الذي يطلق عليه الذهلان ويضم بني ضبيعة وبني ذهل وبني يشكر ، ونلاحظ ان كل هذه الاسماء – في ماعدا اسم عنزة ووائل - قديمة ودارجة عند عنزة الحالية ، فلانستطيع مثلاً اليوم توصيل نسب بطن او عائلة من قبيلة عنزة لتلك الاسماء الا أن نختلق سلاسل وهمية كما فعل راشد بن جريس رحمه الله ، انما الصحيح ان نرفع النسب بالعموم الى بكر بن وائل من اسد بن ربيعة لكل اسر وبطون عنزة الحالية بمافيها الاسرة المالكة الكريمة التي هي موضوعنا .
وتجدر الاشارة الى ان الشيخ الجاسر قد وهو يرى ان النسب الحنفي والعنزي المعروف اليوم وانهما واحد يضمهم اسم عنزة الكبيرة التي عزوتها وائل ، نجده يتحدث عن نسب المردة الى بني حنيفة عن راشد بن خنين ويقر بعدم أخذ اقواله ص 865 ج 2:
" ولعل مما حمل بعض مؤرخي نجد من عدم تأييد قول الشيخ راشد بن خنين وقوله ان المردة من بني حنيفه :
1 – ان الشيخ راشد – عفا الله عنه برحمته كان من معارضي بعض آراء الامام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وخاصة قصد الرسول صلى الله عليه وسلم بالزيارة .
2- أن بعض اعداء الدعوة الاصلاحية التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب – ونصرها ونشرها الائمة من آل سعود – اتخذ من اسم ( حنيفة) وسيلة للتنفير من قبول تلك الدعوة ، فقد خرج من بني حنيفة مسيلمة الكذاب ، وصار الاعداء يضربون على تلك النغمة ، ويوردون اوهى الاسباب التي تربط بين قيام الدعوة الكريمة في هذه البلاد ، وبين القائمين بها وبين عمل مسيلمة الكذاب ، فكان من جراء ذلك تحاشي مؤرخي نجد ذكر الصلة بين بني حنيفة وبين الاسرة السعودية الكريمة " أ.هـ
وسبق وان تطرقنا لموقف الشيخ ابن خنين من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وبالتالي موقفه من ائمة الدعوة الذين هم آل سعود ، وتعليقنا على النقطة الثانية من حديث الشيخ الجاسر ، فالذي يظهر لي ان ابن بشر ومن نقل عنه مثل ابن عيسى – وهما من مؤرخي نجد – قد نقلوا كلام ابن خنين عن ابن سلوم دون ان يعلقوا عليه ، سوى ان ابن بشر روى حنفية آل سعود على سبيل التمريض وعزاه لابن سلوم.
والرفض للنسب الحنفي اعتقد انه جاء من الاسرة ذاتها التي تحفظ عنزيتها ( نسبة الى عنزة الحالية ) ، لأن النسب الموروث هو بالعادة اقرب للنفس من النسب الاجتهادي ، فأبناء قبيلة مثل جهينة اليوم لا يستجزئون القول ( قضاعي ) نظراً لقدم الاسم قضاعة وكونه غير موروث ، بعكس اسم جهينة الذي لازال حاضراً بأذهانهم ، فكيف تتوارث عائلة ما انها من عنزة ثم يقال من بني حنيفة القبيلة القديمة الدارجة ، فضلاً ان هذا النسب اتخذ كمدخل في مبدئه للطعن .
وتلخيصاً فان رأي الشيخ الجاسر ان قبيلة عنزة الوائلية الحالية هي اسم يجمع قبيلة ربيعة القديمة ففيها الحنفي والذهلي والشيباني ويجمعه اسم عنزة ووائل ، وان السعود من المصاليخ من عنزة ويعودون بجذورهم لبني حنيفة فلا تعارض عنده بين النسب الحنفي والعنزي فكلهم واحد في نظرالشيخ الجاسر ، يضاف الى ذلك أن الشيخ الجاسر يعتبر سلسلة مثير الوجد صحيحة وقد بينا عدم صحتها ..


آراء الحقيل
هو الشيخ حمد بن ابراهيم الحقيل ، وهو من اسرة تتحدر من قبيلة عنزة الوائلية ، وكتابه الذي يحمل عنوان ( كنز الانساب ومجمع الآداب) يلقى انتشاراً واسعاً داخل وخارج المملكة وقد صدرت منه عدة طبعات ، وقد اخذ الشيخ الحقيل عن الشيخ الجاسر نظرية عموم اسم عنزة على قبائل ربيعة القديمة ومنها موقع آل سعود في بني حنيفة مع عدم نفي صلتهم ونسبهم في المصاليخ كموقع معاصر في قبيلة عنزة ، غير ان الحقيل اضاف – ربما لكونه ينتمي للقبيلة – اضاف تفاصيل اكثر عن قبيلة عنزة وحاول الربط – ليس فقط للاسرة السعودية – بل ربط بطون عنزة الاخرى في قبائل ربيعة القديمة ، فالشيخ الجاسر على سبيل المثال اكتفى بالقول بعنزية آل سعود وجذورهم الحنفية ، ولم يتطرق لبطون عنزة الاخرى ، بينما نجد الشيخ الحقيل يتحدث عن بشر – وهم من بطون عنزة حالياً – ويردهم الى تغلب ، ثم بني وهب ويردهم الى شيبان ، ثم بكر ويرد لهم قبيلة الرولة الحالية :
" الموجود الآن من عنزة اسم يشمل بكر وتغلب وبني شيبان وبني حنيفة دخلو تحت مسمى عمهم الاكبر عنزة بن اسد اخي جديلة ، فتغلب الآن هم المسمون ببشر في قبائل عنزة .. ، اما بنو شيبان فهم بنو وهب وقسم من حنيفة تحضر في العارض وبكر هم الورلة الآن " أ.هـ ( كنز الانساب ومجمع الآداب ص61)
ولايبدوا ان الشيخ الحقيل أشار الى أن آل سعود من حنيفة بشكل مباشر ، بل هو على الارجح يقصد بقوله (وقسم من حنيفة تحضر في العارض ) يقصد قبيلتي اليزيد والمزيد التين تنسبان الى بني حنيفة في المصادر النجدية مثل تاريخ ابن بشر وابن عيسى ، فالحقيل يورد عدد من النقولات عن المصادر التي اكدت نسب آل سعود الى عنزة وانها اكثر من سبعين مؤلفاً ثم يقول في صفحة 86 مانصه :
" أل وطبان ابن ربيعة بن مرخان ... من ذرية مرخان ابن ابراهيم المردي العنزي " أ.هـ
ونظرية الحقيل حول ربط بطون عنزة الحالية ( مثل بشر .. وهب .. الرولة ) تم نقلها منه من قبل الدكتور محمود شاكر في كتابه ( نجد) .
فمن المعروف تاريخياً ان ربيعة قبيلة واحدة ومنها عدة بطون ، ثم لما اندلعت البسوس انقسمت ربيعة الى قبيلتين هما بكر ( ودخلت فيهم عنزة وضبيعة ) وتغلب ودخلت فيهم ( بني عميرة بن اسد وغفيلة والنمر) وحنيفة وعبد القيس اعتزلوا حرب البسوس ، حتى عادت حنيفة واندرجت في بني عجل بن لجيم ، وعبد القيس طردها القرامطة من البحرين ودخلت بطونها في بكر ، ثم تمايزت بكر لبطنين هم اللهازم وبين ذهل ، وقد دخلت في العصور الاسلامية قبائل من تغلب والنتمر في اللهازم زقد اوضحنا ذلك سابقا ، وكل هذه التداخلات حدثت في العراق حتى انتهت الى قبيلة عنزة الوائلية الحالية ، وريث ربيعة الصريح .. لذلك نجد ماقاله الشيخ الحقيل رحمه الله هو الاصوب بين كل الآراء



هل فعلاً آل سعود من بني حنيفة

رأينا سابقاً قصة انتساب الاسرة المالكة الى بني حنيفة والتي اتخذت للتشنيع على الدعوة الاصلاحية ، والرأي الذي رجح بنسب آل سعود الى عنزة الوائلية الحالية دون اية تخرصات لادليل عليها ، في حين بقي الامر اجتهادي ومتروك ولذلك راينا منير العجلاني والشيخ الجاسر يقولون ان نسب آل سعود الى عنزة لايتعارض مع انهم من بني حنيفة على اعتبار جمع عنزة لبطون ربيعة القديمة . وهم يريدون بذلك الجمع بين النسب الموروث عند الاسرة – وهو عنزة – ومايقال ان الاسرة من بني حنيفة تحديداً.
غير انه وكما تم استبعاد صحة سلسلة راشد بن جريس بسبب الاسماء المختلقة بعد مانع المريدي ، فاننا لانستطيع بأي حال ربط مانع في حنيفة القبيلة المنقطعة الذكر ، بل لانستطيع ربط مانع في عنزة ذاتها الا بالعموم ، فبني حنيفة وعنزة وبطونها القديمة لاتحتوي على فرع يقارب – لو بالأسم – المردة ، فكيف تم ربط مانع اذن في بني حنيفة ؟! يضاف الى ذلك أن احداً من آل سعود قديما وحديثاً لم يقل بهذا مطلقاً ، بل المشهور والمستفاض أنهم من المصاليخ من قبيلة عنزة الوائلية الحالية.
اما من ينسب آل سعود الى بني حنيفة على اعتبار المنطقة التي انطلقت منها الدولة السعودية وهي الدرعية حيث انها على ضفاف وادي حنيفة، فانها كانت مشغولة – الى جانب حنيفة – بقبائل اخرى مثل عنزة القديمة وبني قيس بن ثعلبة وهم من اللهازم ، ومن المعروف ان اسم بني حنيفة انقطع من الذاكرة كشأن اسماء لقبائل كثيرة من العرب ، بل من قبيلة ربيعة نفسها اختفت الكثير من الاسماء التي كانت مشهورة ، وورثت ديارهم قبائل قيس عيلان ، ولم نعد نسمع بقبيلة غظفان وعبس وذبيان وعذرة وغيرها ، ومن يرفع الانساب لهذه الاسماء بمجرد تشابه المنطقة او الاسم انما هو يعبث ولابن حزم الاندلسي قول معروف عن النسب للقبائل المنقطعة الذكر :
" وأما الذين يسمونهم العرب والنسابون العرب العاربة كجرهم، وقطورا، وطسم، وجديس، وعاد، وثمود، وأميم، وإرم، وغيرهم، فقد بادوا؛ فليس على أديم الأرض أحد يصح أنه منهم، إلا أن يدعي قوم ما لا يثبت" أ.هـ ( جمهرة انساب العرب لابن حزم )
فاسم القبيلة اذا انقطع لفترة طويلة من ذاكرة العرب – كاسم حنيفة – لن يظهر مرة اخرى ، حتى ان ظهر من يدعيه لن تصل الامور لأن يصبح هذا النسب احساساً حقيقياً متوارثاً .
وهناك من المتحمسين الى النسب الحنفي من يقول ان حنيفة لانها متحضرة لم تعد تهتم بالنسب الحنفي ، بل اصبحت اليوم مجموعة من الاسر المتحضرة ، وللرد على هذا نقول ان قبائل كثيرة هي متحضرة في اغلب بطونها مثل ( تميم) و ( الفضول) و( وبنو زيد) وهي كلها قبائل من قلب جزيرة العرب وقلما يوجد شخص لايعرف هذه القبائل لا بل سيعرف مشاهيرها من الاسر والاعيان والشيوخ. ولازال اسم هذه القبائل يشير الى عصبة محددة معروفة يترابط افرادها ويعرفها الغير منتمين لها ولا اعتقد ان احد ما يعرف بني حنيفة اوغطفان او بني انف الناقة!!
وخلاصة القول ان النسب الحنفي للاسرة السعودية ماهو الا قول واحد مصدره ابن خنين وتم نقله وتعدد القول عن ذات المصدر لايعتبر تواترا بل التعويل على المصدر لاعلى الناقلين منهً .

راشد بن خنين
وتتبعنا للقول بصلة آل سعود في بني حنيفة لانجد اية مأثورات مدونة لابن خينن ، فضلاً أن نجد سلسلة من الاسماء تصل الى حنيفة اواقرب اسم لبطن حنفي مشهور ، غير ان ابن سلوم نقل من ابن خنين الكثير من الانساب للقبائل والاسر في نجد ، ويتضح انها منقولة بالحرف من جبر بن سيار الخالدي من امراء بني خالد في نجد مع بعض الاضافات ، فمن المعروف ان بني خالد كان لهم حكم في نجد باعتبارهم حكام الاحساء ، ولسنا نعلم ماهي الظروف التي ادت الى ان يكتب هذا الامير الخالدي سطوره في الانساب فضلاً ان نعرف مصادره ، وبالجملة فان سطور جبر في الانساب تباينت فيها الاخطاء ومبرراتها من اقليمية ( كنسب كل سكان القرى الواقع على ضفاف وادي حنيفة الى حنيفة ) او مذهبية ( كنسب القرامطة الى انهم اولاد زنا ) ، ولكن مايهمنا اننا عرفنا مصدر انتساب آل سعود الى بني حنيفة كالتالي :
جبر بن سيار .. راشد بن خنين ...ابن سلوم ... ابن بشر
فهولاء كلهم قولهم واحد مرده الى من ابتدأ بالقول – وهو جبر- وجميع من قال قولهم انما هو ناقل منهم فلايعد قوله منفصلاً او آت بطريقه .
والملاحظ ان ليس لراشد بن خنين أثر مدون كما اشرنا ، غير ان الاستاذ راشد بن عساكر اشار الى نبذة لعالم نجدي مجهول ورجح ان تكون منسوبة لراشد بن خنين ، والنبذة تتحدث عن قبائل ربيعة القديمة مثل عنزة وبكر وعبد القيس .. الخ وفيها جاء عن الامام عبد العزيز بن محمد النص التالي :
" وقد تشرفت هذه القبيلة الذين منهم امام الوقت عبد العزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن محمد بن مرخان المريدي الوائلي وقد تشرفت به قبيلته على الاطلاق " أ.هـ ( قوافل الحج المارة في العارض لراشد بن عساكر ص70 )
قال راشد بن عساكر في حاشية الكتاب المذكور ص69 معلقاً عبى النبذة :
" رجحت ان هذه النبذة للشيخ راشد بن خنين المتوفى قرب 1206هـ ، ولكن هذا الترجيح ظني لايرتقي لدرجة القطع والتأكيد " أ.هـ
اما نحن فلا نرجح ابداً ان تكون هذه النبذة لابن خنين للاسباب التالية :